هباء

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

هباء بقلم حسن علي طوبتاش ... أقفل ( زيا ) الباب من دون أن يضع المفاتيح في جيبه وتوجه بخطى مسرعة نحو المصعد الكهربائي . في تلك الأثناء كانت هنالك حالة غريبة تسود ردهة الممشی برغم وجود المصابيح الصفراء المضيئة والتي كانت تضاء بالتناوب معلقة كالعادة في مكانها ذاته في السقف ، إلا أن الجو كان يعد مظلماً بعض الشيء ، تخيم على الأرجاء حالة من الهدوء محيرة . إلا أنها لم تدم طويلا ، إذ بدّدها صوت ارتطام قوي قادم من الطابق السفلي. يفيد أن بابا من تلك الأبواب الفولاذية ذوات اللون البني أغلفت فجأة. لم يعرف من الذي قام بغلق بابه ، ولكن الفعلة انتهت بسرعة وكأنها مزحة لطيفة . حيث إن ( زیا ) اختفى خلالها في ذاك الممر الواسع . بعدها سمع صوت طفل صغير ذي حلق كبير يتردد عبر السلالم من جوف ذلك الظلام الدامس . ومن ثم سمع صراخا قاتم السواد لامرأة ، أعقبه صوت قوي لتشغيل مكنسة كهربائية يتردد صداها هنا وهناك ويدمر الأعصاب ، بعد ذلك اعتلى صوت دوران مثقب يصاحبه غبار ، لا يعرف مصدره . ثم اختلط معه ضجيج قادم من خلف الجدران . هذه الأصوات مجتمعة تذكر الإنسان بصخب المدينة مضافاً إلى ضوضاء الشارع والأصوات المسموعة داخل العمارة ، تدور وترتج معاً ليختلط بعضها مع بعض وكأن المبنى هو الذي يصدر هذه الأصوات الغريبة. كان ( زيا ) قد وصل قبالة المصعد الكهربائي في تلك الأثناء فتح الباب والتفت ليلقي نظرة إلى الممر وإلى فراغ الدرج والأصوات القادمة من هناك ، حيث وقع بصره على تلك الأزهار البلاستيكية المعلقة على الأبواب ، اسودت عيناه عندها وهو يتطلع إلى تلك الأبواب . ليس هذا فحسب ، بدأ يحس بالغثيان وكانه يشاهد القذارة تنضح من بين الأشياء التي ينظر إليها ، فبدأ يتلوى شيئا فشيئا من وطأة المنظر الذي بدأ يثقله. وبهذه الحالة المزرية دخل ( زيا ) المصعد الكهربائي و على الزر الذي سينقله إلى الطابق التاسع عشر والذي يصعد إليه للمرة الأولى ، قرع جرس الشقة رقم إحدى وتسعين . باب الشقة فولاذي ذو لون بني وبقفلين مزدوجين . يحتوي في وسطه على فتحة كبيرة لناظور المراقبة ، وعلى الباب زهور بلاستيكية شبيهة لما موجود على الأبواب الأخرى ، في خيوط إحدى الزهور شريط أحمر اللون عليه خرزة حسد كبيرة على شكل لسان الجمل كانت قد علقت على أحد الأبواب . ظل ينتظر وهو يديم النظر إلى تلك الخرزة كالمسحور بعينين لاترمشان . ربما كان سيستغرق وقتا أطول في معاينة تلك الخرزة إلا أن الباب قد فتح في تلك الأثناء وظهرت إلى منطقة الضوء خادمة السيدة ( بینناز ) ذات العينين العسليتين .

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

حسن علي طوبتاش حسن علي طوبتاش

ولد حسن علي طوبتاش في محافظة (دنيزلي) 1958. - حاز على الأولوية في المسابقة الأدبية عام 1992 التي أقامتها بلدية (تشان قايا) بالاشتراك مع هيئة تحرير مجلة (دامار) . - في العام 1993 حاز على الجائزة التقديرية في المسابقة الأدبية التي أجريت من قبل وزارة - الثقافة التركية، عن نصه الروائي (نقطة اللامنتهى). - 1994 - 1995 فاز بجائزة (يونس نادي) للنصوص الروائية عن روايته (فاقدو الظلال). - 1999 نال جائزة (جودت قدرت) عن روايته (رغبة تلفّها آلاف الأحزان) الصادرة في 1998. - 2005 حاز على جائزة (أورهان كمال) عن روايته (شرق المنامات). - 2013 حازت رواية (هباء) على جائزة (سدات سيماوي). ترجمت أغلب أعماله إلى العديد من اللغات في العالم، طبعت كتبه ونشرت في العديد من بلدان العالم: أمريكا، انجلترا، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، هولندا، فنلندا، سويسرا وكوريا الجنوبية

أعمال أخرى للكاتب

كتب مشابهة

تقييمات ومراجعات (هباء)

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد