منعطف الاشتراكية الكبير
منعطف الاشتراكية الكبير بقلم روجيه غارودي ... يعتبر "روجيه غارودي" واحداً من أكبر مفكري الماركسية المعاصرين، وقد كان إلى عهد قريب عضواً بارزاًَ في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفرنسي، وكان لآرائه وتوجيهاته أثر مرموق في حياة هذا الحزب. ولكن غارودي خرج منذ فترة باجتهادات مختلفة يعارض فيها بعض مواقف الحزب الشيوعي الفرنسي وسياسة موسكو إجمالاً، ويبني ذلك على نصوص وبيانات يرجع فيها إلى ماركس ولينين. وقد بلغ الخلاف بين غارودي والحزب إلى حد فصله من اللجنة المركزية. وكان هذا الكتاب "منعطف الاشتراكية الكبير" أحد الأسباب الرئيسية لهذا الفصل ويقول غارودي في أول الكتاب وفي آخره: "لم يعد السكوت ممكناً!" وهو في الواقع يحلل أزمة الحركة الشيوعية الدولية التي تتحدد بالانشقاق الصيني وباحتلال تشيكوسلوفاكيا وبفساد النظرية الماركسية في أذهان القادة الشيوعيين. وبعد أن يستبعد المنظر الماركسي أسباب المجادلة يبحث عن أسباب هذه الأزمة فيتكشفها في الثورة الجديدة التي طرأت على آليات الاتصال بين البشر وفي المواصلات، التي لم تتلاءم معها بعد لا الحركة الشيوعية ولا العالم الرأسمالي. وهذا الكتاب، بما يلقيه كذلك من نظرة جديدة على أزمة الحضارة الأميركية، لا يبتغي أن يكون جدلياً. وإنما يطمح بتقديم تفكير مشترك حول المبادرة الضرورية الكبرى للإجابة حول عنصره الأساسي مفتوحاً فرضيات عمل لخمسة أسئلة جوهرية: 1-مم تتكون الثورة العلمية والتقنية الجديدة؟ ما هي نتائجها؟ وهل تتطابق احتياجاتها مع احتياجات النمو الديموقراطي والتفتح الخلاق للإنسان؟ 2-ما هي التناقضات الجديدة التي يتمخض عنها هذا التحول في البلدان الرأسمالية، ولا سيما في أغناها وأقواها، الولايات المتحدة؟ وما هي المبادرات المتخذة فيها، والتي يمكن أن تتخذ فيها، لتجاوز هذه التناقضات؟ 3-ما هي التناقضات التي يولدها هذا التحول في البلدان الاشتراكية وما هي المبادرات التاريخية التي اتخذت للتغلب عليها؟ هل يلبي النموذج السوفييتي هذا المطلب؟ أم النموذج الصيني؟ أم اليوغسلافى؟ 4-ما هي التبدلات العميقة، التي يستلزمها، اليوم، هذا التحول؟ في الحزب الشيوعي الفرنسي، في المعارضة، في السياسة الفرنسية في جملتها؟ 5-ما هي التغيرات التي يتمخض عنها هذا التحول في العلاقات الدولية؟ وما هي المبادرات التي سوف تجعل من الممكن في المرحلة الحالية، إيجاد تنظيم على مستوى الكوكب الأرضي، للحاجات والموارد والآمال، من أجل تأمين تفتح الإنسان، تفتحاً تامة، وكل إنسان؟
نبذة عن الكاتب
![روجيه غارودي]()
روجيه غارودي
روجيه جارودي أو رجاء جارودي (بالفرنسية: Roger Garaudy)؛ (17 يوليو 1913 - 13 يونيو 2012 ) هو فيلسوف وكاتب فرنسي. ولد في فرنسا، لأم كاثوليكية وأب ملحد. اعتنق البروتستانتية وهو في سن الرابعة عشرة، درس في كل من جامعة مرسيليا وجامعة إيكس أون بروفانس وانضم إلى صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي، وفي عام 1937 عين أستاذا للفلسفة في مدرسة الليسيه من ألبي. ظلّ ملتزما بقيم العدالة الاجتماعية التي آمن بها في الحزب الشيوعي، ووجد أن الإسلام ينسجم مع ذلك ويطبقه. ظلّ على عدائه للإمبريالية والرأسمالية، وبالذات لأمريكا. نال جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1985 عن خدمة الإسلام وذلك عن كتابيه Promesses de l'Islam (وعود الإسلام) و L'Islam habite notre avenir (الإسلام يسكن مستقبلنا) ولدفاعه عن القضية الفلسطينية. حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة قونية في تركيا سنة 1995.