مليونير في دقيقة واحدة

مليونير في دقيقة واحدة بقلم مارك فيكتور هانسن ... المال ليس كل شيء في هذه الدنيا، وهذا أمر شديد الوضوح، إنه حتى غير موجود في قائمة أهم أربعة أشياء في حياة الإنسان، فالمال يأتي على مسافة بعيدة بعد العائلة والصحة والأصدقاء، والقيم الروحية. في الحقيقة يشكل التواجد الوفير لهذه الحاجات الأربعة الثروة الحقيقية. فمثلاً اعتاد جاي بول غيتي، أغنى رجل في زمنه، تلقى رسائل من أخيه المتوسط الحال، تبدأ بـ : "إلى أغنى رجل في العالم من الأكثر ثراء". من الممكن أن يكون الإنسان ثرياً دون أن يملك المال الكثير، فما زال هناك الكثير من الناس ينبذون مفهوم النجاح المالي ويعتبرونه هدفاً "تافهاً"، وربما غير أخلاقي أيضاً، ولكن مع هذا الكتاب "مليونير في دقيقة واحدة" سترتسم بعض علامات الدهشة على وجوه بعض الناس.ينطلق الكتاب من مفهوم أن المال بحد ذاته محايد أي أنه ليس جيداً، ولا سيئاً، فهو سلاح ذو حدين، كالمطرقة مثلاً التي يمكن استخدامها للبناء أو الهدم. إن فهم كيفية جمع المال، والاحتفاظ به ومشاركته بشكل أخلاقي سيضفي بعداً إيجابياً على الثروة، كما أن علاقات الإنسان وحياته ستسير بشكل أفضل عندما يمتلك ما يكفيه من المال. لذا جاء هذا الكتاب الذي يؤكد على أن المال الذي يكتسب بشرف وينفق بنية حسنة سيجعل من العالم مكاناً أفضل. وهكذا يرى مؤلف هذا الكتاب بأن بإمكان كل شخص أن يصبح مليونيراً؛ إلا أنهما يسعيا أن يكون الإنسان مليونيراً متنوراً، وذلك من خلال اتباع النظام المذكور في هذا الكتاب. وفي الواقع أن الهدف هو تكوين 1.000.000 مليونير، وذلك لأن التأثير الكبير للمليون مليونير الذين يشاركون في غناهم (في المعرفة والمال معاً) سيعتبر بشكل إيجابي المستقبل الاقتصادي للعالم. فالمؤلفان مليونيران وهما يكتبا كتابهما هذا بالإضافة إلى غيره من الكتب من موقعهما ومن وحي حياتهما العملية على طريق جمع الملايين حيث اختبر كل منهما فترات مدمرة من عدم الاستقرار المادي، وحتى من الإفلاس، إلا أنهما نهضا واستطاعا بعدها جني الملايين وهذا ألهمهما إرشاد الآلاف من الناس كي يصبحوا من أصحاب الملايين والدليل على صحة إرشاداتهما ومعلوماتهما على ذلك نفاذ كتبهما بشكل سريع ويعود ذلك للمعلومات التي تحويها تلك الكتب والتي استفاد منها الكثيرون لتحقيق أحلامهم في أن يصبحوا ذوي ثروات طائلة.وبالعودة إلى كتاب "مليونير في دقيقة واحدة"، الذي نقلب صفحاته، فهو في الواقع ليس بالكتاب التقليدي، إنما هو نموذج جديد من الكتب. إنه كتابان في كتاب واحد، الأول تعليمي والثاني رواية. أما لماذا استعمل المؤلفان هذه المنهجية غير المألوفة، فلأنهما (المؤلفان)، وبعد أن علّما النجاح المالي لعشرات الآلاف من الأشخاص، تعلما في الوقت ذاته بأن للناس نماذج ومستويات وطرق تفكير، منها العملية ومنها النظرية، وهكذا باستخدام النموذجين معاً يمكن إرضاء جميع الأذواق والعقول. لقد قسم المؤلفان كتابهما إلى قسمين متقابلين، حيث يجد القارئ في الصفحات اليسرى للكتاب رواية تتحدث عن أرملة تدعى ميشيل إيريكسن، تواجه مشكلة صعبة إذ أنها بحاجة لجني مليون دولار في مدى 90 يوماً لاستعادة ولديها. وبالمقابل فإن الصفحات اليسرى أعدّت للقارئ بحيث تمثّل وجهات نظر مختلفة بالنسبة لمسألة الثروة وجمعها، وتصور حالة الصراع بين أحلام ومخاوف الإنسان لامتلاك الثروة. ومن ثم تزوّد هذه الصفحات اليسرى بالمعلومات والنصائح اللازمة للمضي قدماً على طريق جني المال. وأما الانسجام بين الرواية وبين النصائح والمعلومات فهو واقع تحت مفهوم جني الثروة بين النظرية والتطبيق.وبعبارة أخرى، فإنه وبينما قسمت الصفحات اليمنى ذات الطابع التوجيهي، إلى مذكرات منفصلة تمتد على صفحة أو صفحتين على الأكثر ليصبح القارئ مليونيراً متنوراً في فترة قصيرة من الزمن، تأتي هذه الصفحات لتسير بموازاة الدروس التي تمنحها سام والخبرات التي تكتسبها ميشيل شخصيتا الرواية المحوريتان. فالرواية ما هي إلا التطبيق العملي للدروس والمذكرات. هذا وأن بإمكان القارئ قراءة هذا الكتاب بالطريقة التي تروق له وتتناسب مع توجهاته، فإمكانه البدء بالرواية كما بإمكانه البدء بالدروس.