قرين - الجزء الأخير من ثلاثية 'فرسان وكهنة'

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

قرين - الجزء الأخير من ثلاثية 'فرسان وكهنة' بقلم منذر القباني ... "لقد تداخلت عليّ الأزمنة؛ زمني وزمن مراد الآخر... قريني الذي أصبح عدوي وخدعني أكثر من مرة! لقد كنت كمن يسير في عربة يجرها حصان بلا قائد، فتأخذه إلى حيث لا يعلم؛ ولكن دوام الحال من المحال، ولقد أدركت بعد أن تجسدتُ ما لم أدركه حينها. العلم! المعرفة! القدرة! الاستطاعة! أصبحت عبر السنين التي مضت ما رأيتني عليه الآن؛ ما تحسبها أنت وغيرك معجزات، هي بالنسبة إلي مجرد ممكنات! أستطيع تحويل الفحم إلى ألماس! السير على الماء! اختراق الحصون والجدران! معرفة خوارزمية سير الأحداث عبر فروعها من مسارات الحياة! المستحيل أصبح كلمة لا مكان لها في قاموسي! ولكن... ولكن على الرغم من كل هذا، ما زلت أجهل كيف تجسدت هنا، وتركت جسدي هناك في الزمن الذي أتيت منه؟ لقد خدعني قريني، عندما جعلني أفك الارتباط بجسدي القديم. أغلب الظن أنّه لم يتوقع بأني سأتجسد هنا، بل ربما ظن أني سأتلاشى ويبقى هو؛ ولكني لم أتلاش، بل تجسدت دون أن أعرف كيف؟! لا سبيل للمعرفة إلّا بانفصال النفس عن الجسد مجدداً حتى أذهب إلى عالمه فأرى ما حدث له ولي، ففي المعرفة الخلاص! وهنا يا صديقي يأتي دورك أنت... أنت الوحيد القادر الآن على مساعدتي، أنت وَعَودُك هذا إلى أن أجد طريقة أتمكن بها من الانفصال دون الحاجة إلى النوم". عبر هذه النافذة، يمكن قراءة «قرين» الجزء الثالث والأخير من ثلاثية (فرسان وكهنة) للكاتب الدكتور منذر قباني بما يمثله هنا من حضور فني ضمن منجز إبداعي كان فيه اللاعب بامتياز، ونقول اللاعب، ذلك أنّه هو من بدا، ينتقي ويحوِّر ويضيء ويعتم العلامات والأقنعة والصور التي تؤشر إلى الالتباس الذي يجد القارئ للنص، لا محال، واقعٌ فيهِ، ولكن ما يلبث أن يدرك بعد قراءة متأنية أن هذا الالتباس، ليس مصدره الكاتب، بل الشخصية - الساردة التي آثر القباني إبقاءها هوية ملتبسة – وهي شخصية بطلهُ "مراد قطز" التي طالعنا بها في الجزءين الأوليين من هذه الثلاثية والتي تعمد أبقاءها، كذلك هنا، موزعة بين التجلي والخفاء اعتماداً على استراتيجية الصوغ التخييلي التي تمزج الواقعي بالمتخيل والمحلوم به؛ ضمن تصور سايكولوجي قائم على صورة القرين الذي تجسد داخل بنية نصية مشخصة تتحرك بوصفها الحضور الآخر المادي المرئي للذات الداخلية لشخصية مراد؛ لتكون أيضاً شخصية بطلة تمارس دورها كقرين وتتحرك بصورة موازية للبنية الأخرى الإنسانية المركزية في النص، أي مراد قطز كما بدا في مواجهة ذاته الأخرى وهي تتحرك بحرّية بين الأمكنة والأزمنة ومن خلال قيامها بالحدث والحركة، وهنا يقوم السارد بالتركيز أكثر في رصده لحركة هذا القرين الذي يصبح هو الفاعل الرئيس والجوهري في تعقبه الأحداث ورصده بقية الشخصيات ويقع عليه رواية الأخبار ونقل المعلومات والوقائع إلى المتلقي لا بل، وإشراكه في لعبة القراءة أحياناً، ولتكون العلاقة معه تمثل ضمناً، منطقة إنتاج المعنى، وهو ما سوف نكتشفه كلما توغلنا في القراءة أكثر... وعليه، تكون «قرين» حكاية أرادها منذر القباني لا تحتمل قوانين المحاكاة المعروفة في الأدب السردي عموماً، وفي الرواية خصوصاً، إنها رواية (اللحظة) التي يعيشها الإنسان خارج حدود الزمكان، وهو ما يزال يردد عبارته الأثيرة "ما من شيء سيكون إلّا وقد كان".

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

منذر القباني منذر القباني

طبيب وروائي سعودي برز اسمه في السنوات الأخيرة كأحد أبرز الروائيين السعوديين الذين أسهموا في انتشار الرواية السعودية في الوطن العربي. حصل منذر القباني على باكلريوس الطب والجراح من كلية الطب بجامعة الملك سعود في عام ١٩٩٤. تخصص بعد ذلك في مجال الجراح العامة حيث حصل على البورد الكندي من جامعة تورونتو الكندية في عام ٢٠٠١. تخصص بعد ذلك في مجال جراحة الكبد والبنكرياس في جامعة برتش كولومبيا الكندية حتى عام ٢٠٠٣ قبل أن يعود إلى وطنه السعودية. نشر بعض المقالات في الصحف المحلية ولكن اسمه لمع في عالم الكتابة والأدب بعد صدور روايته الأولى حكومة الظل.

أعمال أخرى للكاتب

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد