المرونة ( كيف تنمي جوهراً لا يتزعزع من الهدوء والقوة والسعادة )
المرونة ( كيف تنمي جوهراً لا يتزعزع من الهدوء والقوة والسعادة ) بقلم ريك هانسون / فورست هانسون ... لقد بدأت بالانضمام لحركة القدرات البشرية الكامنة في السبعينيات، وأنا الآن طبيب نفسي سريري، ولديَّ اهتمام عميق بعلم الأعصاب، وكذلك التدريب على الوعي التام. يلخص هذا الكتاب ما تعلمته بشأن مساعدة الآخرين على التعافي من الماضي، والتعامل مع الحاضر، وبناء مستقبل أفضل. وهناك فكرة أساسية في علم النفس والطب تقول إن المسار الذي تتخذه حياتك يعتمد على ثلاثة أسباب فقط، وهي: كيفية إدارة التحديات التي تواجهك، وحماية مواطن ضعفك، وزيادة قدراتك، وتكمن هذه الأسباب في ثلاثة أماكن: عالمك، وجسمك، وعقلك، وعندما تجمع بين الأسباب والأماكن، يصير أمامك تسع طرق لجعل حياتك أفضل. كل هذه الأمور مهمة للغاية، لكن القدرات المتنامية في العقل لديها قوة فريدة، إنها توفر لك الفرصة الأعظم؛ لأنك عادة ما يكون لديك تأثير في عقلك أكبر من جسمك أو عالمك، كما أنها توفر التأثير الأكبر، بما أنك تأخذ عقلك معك أينما ذهبت، فلن تتمكن دائمًا من الاعتماد على العالم، أو الأشخاص الآخرين، أو جسدك، ولكن يمكنك الاعتماد على نقاط قوتك الداخلية المتصلة بجهازك العصبي، ويدور هذا الكتاب حول كيفية تطوير تلك القدرات. إن الموارد الذهنية مثل الإصرار، واحترام الذات، والطيبة هي التي تجعلنا نتسم بالمرونة، وهي القدرة على التعامل مع الشدائد، وتجاوز التحديات في السعي وراء الفرص. وبينما تساعدنا المرونة على التعافي من الخسارة والصدمات، تقدم إلينا أكثر من ذلك كثيرًا، فالمرونة الحقيقية تعزز السعادة، وهي شعور كامن بالسعادة والحب والسلام. ومن اللافت للنظر أنه بينما ترسخ في داخلك خبرات السعادة، تُبْنَى نقاط القوة الداخلية التي تجعلك أكثر مرونةً؛ ما يجعل السعادة والمرونة تعزز إحداهما الأخرى بشكل تصاعدي. ويتمثل الحل في معرفة كيفية تحويل الخبرات العابرة إلى قدرات داخلية دائمة مدمجة في عقلك، وهذه هي المرونة العصبية الإيجابية، وسأوضح لك كيفية استخدامها لتحقيق سعادة بالغة.
