ابتكار الحياة اليومية فنون الأداء العملي

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

ابتكار الحياة اليومية فنون الأداء العملي بقلم ميشال دو سارتو ... قصة الكتاب: صدر هذا الكتاب في لغته الفرنسية الأصلية سنة 1980. وهو نتاج سنوات من المسح الاجتماعي والتقصي النظري. جند فيه "ميشال دو سارتو" أحدث الأدوات الفكرية والوسائل التأويلية والإبستمولوجية في دراسة أبسط الأشياء في حياة الإنسان، مهما كانت مكانته أو سمعته، وهي (الحياة اليومية). كما أنه جند تلامذته من الباحثين قصد دراسة الممارسات الثقافية والاستهلاكية عند الفرنسيين. الطلب من وزارة الثقافة في السبعينيات من القرن العشرين للوقوف على تطور السلوكيات والتصورات لدى الأفراد في المجتمع الفرنسي. انطلق دو سارتو في كتابه من منطلق معرفي ونقدي، يتخطى الحدود الوهمية المفروضة بين المعارف والفنون، ويتعدى الأطر النظرية والصورية نحو الممارسات العملية والأدائية، وعياً منه أن الفكر هو أساساً ممارسة معرفية أو نشاط نظري لا ينفك عن وجهه العملي من بحث وقراءة وتفسير وتأويل وفهم وغيرهم من العمليات الذهنية والنظرية – وعلى هذا الأساس كان يقول: "... وإنما الفكر مغامرة "روبينسونية" (نسبة إلى روبنسون كروزو) أي مراجعة مستمرة للبداهات بعتاد الخلخلة والتمحيص، ونقد حثيث للمسلمات بأداة الإزاحة والتقليب. فلا يمكن التسليم بالأفكار سوى بشكل مؤقت وغير جاهز، لأن الرحلة أو المغامرة تكشف عن أوجه جديدة من التعبير والتفكير، تخلق مفاهيم جديدة عندما تجوب أروقة أو دروب جديدة، فلا بد للفكر أن يتجدد وللآليات أن تواكب الأزمنة والأمكنة...". إذاً هيكل الكتاب مبني في رمّته على الفكر كإزاحة، ويدرس فكرة أساسية وجوهرية ستكون العمود الفقري لفلسفة دو سارتو الاجتماعية والتاريخية، وهي (أهمية الاستعمال في إزاحة الإنتاج وتعديل الاستهلاك). ومما لا شك فيه أن الدراسات الحديثة تُحبذ الإنتاج على الاستهلاك، حيث ترى في الإنتاج فاعلية ونشاط خلاق، بينما تعتبر الاستهلاك مجرد انفعال يرزح تحت وطأة الإنتاج، لأنه يتداول منتجات السوق ويقوم الأفراد بتناولها في حياتهم اليومية. ولكن ميشال دو سارتو يرفض هذه الفكرة لسببين رئيسيين: السبب الأول: لأن الفكرة تفصل بشكل حاسم بين فاعل ومنفعل، أعلى وأدنى، .. إذ تضع الإنتاج في خانة الابتكار والنشاط والحيوية، وتضع الاستهلاك في خانة الانفعال والفتور والخمول، بينما الفكرة التي يستثمرها دو سارتو هي (الفاعلية الثانوية والخفية والمتوارية للمستهلك، وتتبدى خصوصاً في الاستعمال (usage). ويقصد بذلك أن المستهلك عندما يتناول البضاعة المعروضة (أو المفروضة) عليه، فإنه لا يكتفي بالخضوع إليها وقبولها.. وإنما يبتكر مساحته الخاصة في الحركة والتعديل، أي أنه يعدل المنتجات بمجرد استهلاكها، ...؛ أما السبب الثاني: لأن الفكرة تعتبر الفرد كأحمق يتبع القطيع في تعاطي المنتجات اليومية دون تخمين أو حذر أو يقظة، أي يسهل خداعه وتضليله إعلامياً أو اقتصادياً أو إيديولوجياً. إن الشيء الهام الذي جاء به دو سارتو هو أنه ينطلق من الفطرة الدفينة للفرد الذي يتسلح بمهارته الفكرية وبراعته الذهنية في إحباط الفخاخ التي تستهدفه، فلا يكتفي بالاستهلاك وإنما يتجاوز ذلك نحو الامتلاك، أي أنه يتدبر بحيلة ومهارة السلع أو المواد التي يتناولها، تصبح عنده (صفقات) يتداولها بعدما كانت في الإنتاج في مستوى الرصيد. أي أن المنتوج يصبح ملكية المستهلك يفعل به ما يشاء، يعدّله أو يبتكر به شيئاً آخر.

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد